إن الحقبة الزمنية التي نعيشها سوف يتذكرها التاريخ بلا شك لما تتميز به من نهضة غير مسبوقة تسابق الزمن في تحقيق أهداف رؤية غير عادية، رؤية ٢٠٣٠ ومنها مانشهد من حراكاً عظيماً في شتى مجالات الحياة يشارك فيه كافة أفراد المجتمع. ومن هذه المجالات التي شهدت هذا الحراك هو مجال القطاع الغير ربحي الذي أتسع فيه مفهومه وأهدافه ليشمل تخصصات مختلفة تفتح آفاقاً وفرصاً لأبناء وبنات المجتمع ذوي الهمة العالية والشغف اللامحدود أن يتطوعوا بمهاراتهم وخبراتهم ليفيدوا بها بقية أفراد المجتمع.
نحن في جمعية الأمن السيبراني للأطفال (سايبركيدز) كان لنا الشرف أن نكون من آوائل هذه الجمعيات بل والفريدة من نوعها كأول جمعية متخصصة في المملكة العربية السعودية في مجال توعية وحماية الأطفال بنين وبنات لبناء جيل مثقف سيبرانياً وواعياً ضد مخاطر الفضاء السيبراني.
نحن في سايبركيدز نؤمن بأن وعي الطفل هو جدار الحماية الأول لعقله في عالمه الرقمي وإدراكه للمخاطر، وتمييزه للجيد من السيء في هذا العالم سيجلعه قادراً على إتخاذ القرارات الصحيحة الأن وفي المستقبل, حيث يتم ذلك من خلال توعيتهم وتثقيفهم حول استعراض أبرز المشاكل التي قد يتعرضوا لها مثل الإبتزاز الإلكتروني والمطاردة أو التحرش الإلكتروني وطرق التعامل معها وتحفيزهم على مشاركة ذويهم حول ما يواجهونه من مشاكل خلال تواجدهم في الفضاء السيبراني وتعليهم كذلك قواعد الاستخدام الآمن للانترنت وطرق التعامل معه.
كذلك نؤمن بمشاركة الاطفال عالمهم الرقمي الذي أصبح ضرورة هامة يجب على الوالدين ان يدركوها ويتعرفوا حول ما يدور في هذا العالم ويشجعوا كذلك أطفالهم على مشاركتهم مشاكلهم التي قد يتعرضوا لها, إن مشاركة الوالدين للأطفال ضرورية ملحة جداً و تزداد اهميتها يوماً بعد يوم حيث أن وعي الوالدين حول مخاطر الفضاء السيبراني وطرق الحماية والوقاية والتصرف مهمة جداً لكي يعرفوا طريقة التعامل مع اطفال العصر الرقمي ومواجهة تحدياته والاستفادة من جوانب التقنية الايجابية والتصدي لأي ممارسة سلبية بالوعي والحوار.
لتحقيق ذلك نسعى في سايبركيدز أن نقدم برامج توعوية من خلال دورات تدريبية وورش عمل مختلفة للفئات العمرية من ٦ سنوات حتى دون ١٨ سنة وذويهم تساهم في رفع وعيهم وثقافتهم السيبرانية التي تعد أقوى سلاح للتصدي لأي سلبيات وممارسات العالم الرقمي الضارة. حيث نحاول جاهدين أن تكون جميع برامجنا وأنشطتنا التوعوية شاملة ومتنوعة في الطرح ومتجددة مع كل طارئ لتواكب التغييرات المتسارعة في العالم الرقمي.